قوله تعالى: {صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون 138}
  والهداية «وَإنْ تَوَلَّوْا»: أعرضوا عما أمروا به «فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ» أي ليسوا إلا في شقاق، أي في خلاف، قد فارقوا الحق، وتمسكوا بالباطل، فصاروا مخالفين لله، عن ابن عباس وعطاء والأخفش، وقيل: في ضلال، عن أبي عبيدة ومقاتل. وقيل: في منازعة ومحاربة، عن ابن زيد. وقيل: الشقاق والعداوة، عن الحسن «فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ» وعد منه له بالنصرة، وتقوية لقلبه، يعني أنه تعالى يكفيك أمرهم «وَهُوَ السَّمِيعُ» لأقوالهم «الْعَلِيمُ» بأفعالهم، وقيل: سميع بمكرهم، عليم بعملهم في إبطال أمرك، ولن يصلوا إليك.
  · الأحكام: الآية تدل على صحة نبوة نبينا ÷؛ لأنه أخبر أنه يكفيه أمر أعدائه، ويظهر دينه، فكان كما أخبر.
  وتدل على أن شيئًا من الأعمال. لا تقبل إلا بعد صحة الإيمان.
قوله تعالى: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ١٣٨}
  · اللغة: الصِّبْغُ: ما يلون به الثياب، ويقال للدين: صبغة اللَّه، واختلفوا مم أخذ؟ فقيل:
  من الصَّبْغِ؛ لأن بعض النصارى كانوا يجعلون المولود في ماء لهم أصفر يزعمون أنه تطهير له، فكأنه قيل: تطهير اللَّه لا تطهيركم له بتلك الصبغة، عن الفراء، وقيل: اليهود تصبغ أبناءها يهودًا، والنصارى تصبغ أبناءها نصارى، يعني يلقنونهم فيصبغونهم بذلك لما يشربون قلوبهم، عن قتادة. وقيل: سمي الدين صبغة؛ لأن هيأته تظهر بالمشاهدة من أثر الطهارة. والصلاة وغير ذلك، ويقال: صَبَغَ الثوب يصِبَغُ - بفتح الباء وضمها وكسرها - ثلاث لغات صَبْغًا وصِبْغًا بفتح الصاد وكسرها لغتان.