قوله تعالى: {قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا 37 لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا 38 ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا 39 فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا 40 أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا 41}
  بستانك «قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ» أي: هلّا اتكلت في جميع أمرك على مشيئته وتدبيره فيكون ذلك سبب الثبات في البقاء، فالأشياء من ذلك لا تحصل إلا بقدرته وحوله ومشيئته «إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَدًا» فأنا راض بقضائه، مستسلم لأمره «فَعَسَى» لعل «رَبّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيرًا مِنْ جَنَّتِكَ» أي: يعطيني من جهته ما هو خير من هذا البستان وأعظم شأناً، قيل: أراد في الدنيا والآخرة، وقيل: أراد في الآخرة «وَيُرْسِلَ عَلَيهَا» أي: على جنتك «حُسْبَاناً مِنَ السَّمَاءِ» قيل: عذاباً، عن ابن عباس، وقتادة، والضحاك. وقيل: نارًا، عن ابن عباس. وقيل: قضاء، عن ابن زيد. وقيل: أمرًا من أمر اللَّه، عن الأخفش، و [القتبي]. وقيل: عذابًا بحساب جناتك وكسبك لأن الحسبان الحساب، عن الزجاج، والأصم. «فَتُصْبِحَ صَعِيداً» تراباً «زَلَقاً» أي: أملس لا نبات عليه، عن قتادة. وقيل: صعيداً زلقاً أي رملاً هائلاً. وتراباً، عن مجاهد. «أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا» أي: غائرًا منقطعاً ذاهباً في الأرض «فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا» أي: لا تدري من أين ذهب ونضب، وقيل: لا تقدر عليه فتطلبه.