التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا 45 المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا 46}

صفحة 4426 - الجزء 6

  لثواب، العمل الصالح، واختلفوا في الصالحات، فقيل: الطاعات، عن ابن عباس، وروي عنه: (لا إله إلا اللَّه، واستغفر اللَّه، وصلى اللَّه على محمد، والصيام، والصلاة، والحج، والصدقة، والعتق، والجهاد، وجميع الحسنات التي تبقى لأهلها في الجنة). وقيل: هو: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، واللَّه أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بِاللَّهِ، عن عثمان، وابن عمر، وسعيد، وعطاء بن أبي رباح، وسعيد بن المسيب، وروي مرفوعاً.

  وروى أبو سعيد الخدري أن النبي ÷ قال: «استكثروا من الباقيات الصالحات»، قيل: وما هن؟ قال: «الملة»، قيل: وما. هي؟ قال: «التكبير، والتهليل، والتسبيح، ولا حول ولا قوة إلا بِاللَّهِ».

  وقيل: هي الصلوات الخمس، وهي الحسنات يذهبن السيئات، عن سعيد بن جبير، ومسروق، وإبراهيم، وروي نحوه عن ابن عباس.

  وقيل: الكلام الطيب، عن أبي عبيدة. وقيل: تبقى لأهلها في الجنة ما دامت السماوات والأرض، وقيل: الأعمال الصالحة، عن ابن زيد. وقيل: كل طاعة، عن قتادة. وهو الوجه لعموم الكلام.

  ومتى قيل: لم سميت الأعمال باقية؟

  فجوابنا: يبقى ثوابها.

  ومتى قيل: لم حملتم الآية على الثواب؟

  فجوابنا: أن الأعمال لا تبقى إلى يوم القيامة.

  ومتى قيل: لم سمى الأعمال صالحات؟