قوله تعالى: {ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا 47 وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا 48 ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون ياويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا 49}
  الموقف «فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً» أي: لم نترك أحداً إلا وقد جمعناه، وقيل:
  يحشرون حفاة عراة غرلاً، وقيل: لم نغادر منهم أحداً من غير مبعوث «وعُرِضُوا» للمحاسبة «عَلَى رَبِّكَ صَفًّا» كصفوف الصلاة، وروي يعرضون قياماً، ومعنى العرض على اللَّه: ظهور أحوال العباد، فمن كان مؤمناً ظهرت بينته ومن كان كافرًا ظهرت فضيحته «لَقَدْ جِئْتُمُونَا» فيه حذف، أي: يقال لأهل المعصية: جئتمونا أي: جئتم إلى الموضع الذي لا يملك الحكم فيه غيره، ومجيئه إلى ذلك الموضع مجيء إلى اللَّه توسعاً، عن أبي علي. «كمَا خَلَقْناكمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ» قيل: أحياء أي أحييناكم في النشأة الثانية كما أحييناكم أول مرة، وقيل: عراة خلوا من الأموال والأولاد، وقيل: فرادى ليس معهم أحد من أعوانهم ولا من أموالهم شيء لأنه خلف جميع ما جمعه وباء بآثامه «بَلْ زَعَمْتُمْ ألَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً» يعني للجزاء والحساب يوم القيامة «وَوُضِعَ الْكِتَابُ» يعني صحائف الأعمال، والمراد به الجنس، وقيل: أراد وضع كتاب كل واحد في يده «فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ» خائفين «مِمَّا فِيهِ» من الأعمال السيئة «وَيَقُولُونَ» قراؤها «يَاوَيْلَتَنَا» أي: يدعون