قوله تعالى: {ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا 47 وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا 48 ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون ياويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا 49}
  وقيل: لا يظلم أحداً أي: لا يأخذ أحداً بذنب لم يعمله ولا يورد ذنب أحد على عْيبره، عن الضحاك.
  · الأحكام: يدل قوله: «وحشرناهم» أنه يحشر كل مكلف، وهذا مما يعلم بالسمع وقد كان يجوز في العقل أن لا يبعث من هو من أهل العقاب لأن العقاب حق له، فبين بهذه الآية أنه يبعث الجميع.
  وتدل الآيات أن البعث للجزاء والمحاسبة.
  ويدل قوله: {فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ} أن الإشفاق والخوف يختص بالمجرمين خلاف ما يقوله قوم أن المؤمن لا يلحقه خوف من أهوالها.
  وتدل على أن الكتاب يجمع جميع أفعال المكلف التي فيها الجزاء من طاعة ومعصية دون المباح الذي لا جزاء فيه.
  وتدل أن المعاصي صغائر وكبائر.
  ومتى قيل: على ما أصلتم أن الكافر لا صغيرة له، وكيف قال: {لَا يغُادِرُ صغِيرةً وَلَا كبَيرَةً}؟
  فجوابنا: قيل بأن قدر أنه لو كان متجنباً من الكبائر كانت صغيرة، أو نقول:
  المراد ما دق وجل.