التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون 138}

صفحة 611 - الجزء 1

  · الإعراب: في نصب «صِبْغَةَ» قولان:

  أحدهما: أنه بدل عن ملة، وتفسير له.

  الثاني: ابتغوا صبغة اللَّه، ويجوز الرفع على تقدير: هي صبغة.

  و (من) في قوله: «وَمَنْ أَحْسَنُ» معناها الجحد، أي لا أحد أحسن من اللَّه صبغة، واللفظ على الاستفهام، ومعناه الجحد.

  · المعنى: لما ذكر تعالى دين الإسلام وأمر به بين فضله وشرفه، فقال تعالى: «صِبْغَةَ اللَّه»، قيل: دين اللَّه، عن ابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد والسدي والأصم، وقيل:

  فطرة اللَّه، عن عبد اللَّه بن كثير. وقيل: شريعة اللَّه التي هي الكتاب الذي هو تطهير، حكاه أبو القاسم والفراء. وقيل: حجة اللَّه، عن الأصم، وقيل: سنة اللَّه، عن أبي عبيدة. «وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّه صِبْغَةً» أي لا أحد أحسن منه دينًا «وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ» يعني يجب علينا أن نتبع دينه؛ إذ كانت أحسن الأديان بأن نعبده، وقيل: «له عابدون» أي مخلصون مطيعون، واختلفوا في قوله: «وَمَنْ أَحْسَنُ» فقيل: معناه هذا الدين ثابت لا يغير ولا يبدل، فهو أولى بالحسن من شرائع من تقدم لزوال التعبد بها، وتغييرها، عن أبي علي، وقيل: معنى أنه الحسن، وما عداه فليس بحسن.

  · الأحكام: الآية تدل على أن دين الإسلام أحسن الأديان؛ لأنه لا يُنْسَخُ ولا يزول؛ لأنه يكثر أهله، ولأن عباداته وشرائعه أكثر وأحسن.

  ويدل قوله: «وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ» أن الإيمان يجب أن يكون مقرونًا بالعمل؛ لأن الغرض لا يتكامل إلا بالأمرين.