قوله تعالى: {وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا 56 ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا 57 وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا 58 وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا 59}
  · اللغة: البشارة: الإخبار بما ظهر سروره في بشرة الوجه، ثم تستعمل في غيره توسعاً، فقال سبحانه: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}[ال عمران: ٢١] يقال: بشره تبشيرًا وبشارة.
  والإدحاض: إذهاب الشيء إلى الهلاك، وأصل الدحض: الزلق، دحض دحضاً، ومكان دحض أي منزل منزلق لا يثبت فيه خف ولا حافر ولا قدم، ويقال:
  دحضت رجله: زلت، ودحضت الشمس: مالت، ودحضت حجته: انقطعت.
  والهزو: السخرية، هزئ به واستهزئ به.
  والأكنة: جمع كنّ، وأصله من كننت الشيء في كنه: إذا حفظته، وأكننت الشيء أخفيته، ومنه الكناية والكانون والكنايون.
  والوقر: الثقل في الأذن، قال أبو زيد: يقال: وقرت أذنه توقر وقرًا، قال الكسائي: وقرت أذنه فهي موقورة.
  والموئل: الملجأ من وئل إليه، إذا ألجئ إليه، والموئل: المَنْجَلى، عن أبي عبيدة.
  · الإعراب: «وَمَا أُنْذِرُوا» قيل: فيه محذوف وتقديره: وما أنذروا هزواً وهو القرآن، والكناية في «أُنْذِرُوا» اسم ما لم يسم فاعله، وهذا خبره.