قوله تعالى: {وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا 56 ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا 57 وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا 58 وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا 59}
  الْعَذَابَ» في الدنيا «بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ» وهو يوم القيامة إذا بعثوا «لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً»
  قيل: ملجأ، عن ابن عباس، وقتادة، وابن زيد. وقيل: محرزاً، عن مجاهد.
  وقيل: منجا، عن أبي عبيدة. «وَتِلْكَ الْقُرَى» إشارة إلى القرى التي نزل العذاب بهم «أَهْلَكْنَاهُمْ» أي: أهلها «لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً» أي: ميقاتاً وأجلاً، والموعد الوقت الذي وعدوا فيه بالإهلاك أي: كما جعلنا لأولئك موعداً أخرناهم إليه للمصلحة كذلك هَؤُلَاءِ.
  ومتى قيل: فما معنى قوله: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ}؟
  قلنا: قيل: غفور للتائب، ذو الرحمة بالمصر يمهل ولا يعجل، وقيل: غفور يستر عليهم، ذو رحمة ينعم عليهم بالنعم، وقيل: غفور لا يؤاخذهم عاجلاً، وبالرحمة يؤخرهم ليتوبوا ويقبل توبتهم.
  · الأحكام: الآية تدل على أن الجدال بالباطل قبيح، والجدال بالحق صحيح بل واجب.
  ويدل قوله: «آيات ...» أن الواجب التمسك بآيات اللَّه والتحرز عن حال من اتخذوها هزواً.