قوله تعالى: {أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون 140}
  {لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى} فَبَيَّنَ تعالى أنه أعلم بتقدير خلقه، ومن يصلح للرسالة ومن هو أصلح فيبعثه، وقيل: «فِي اللَّهِ» أي في دينه «وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ» أي خالقنا وخالقكم، قيل: هو خطاب لليهود والنصارى، وقيل: لمشركي العرب وكانوا يقرون بالخالق، وقيل: للجميع، «وَلَنَا أَعمالُنَا وَلَكمْ أَعْمَالُكمْ» يعني ما علينا مضرة من أعمالكم، وما عليكم منفعة من أعمالنا، فضرر أعمالكم عليكم، ونفع أعمالنا لنا، وقيل: إنه إنكار لقولهم: إن العرب تعبد الأوثان، فذكر أنه لا حجة فيه؛ لأن كل أحد يؤخذ بعمله، وقيل: لنا ديننا، ولكم دينكم. «وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ» أي أراد: موحدون، وقيل: نخلص العبادة له ولا نشرك، وقيل: المراد أن المخلص أولى بالحق من المشرك، وقيل: هو رد عليهم في قولهم: إن العرب عبدة الأوثان، فكأنه قيل: لا عيب علينا في ذلك؛ إذ كنا مخلصين موحدين، كما لا عيب عليكم بفعل مَنْ عَبَدَ العجل منكم إذا أنكرتموه.
  · الأحكام: الآية تدل على أن أحدًا لا ينتفع ولا يستضر في باب الدِّين بعمل غيره، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق؛ لأنه يؤاخذ بما خلق اللَّه فيهم، ويبطل قولهم في أطفال المشركين، ويبطل قولهم بأن ذنوب المسلمين تحمل على الكفار، واختلفوا فقيل:
  الآية منسوخة بآية السيف، عن الكلبي، وليس في الآية ما ينافي الجهاد حتى تحمل على النسخ.
قوله تعالى: {أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ١٤٠}