التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما 65 قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا 66 قال إنك لن تستطيع معي صبرا 67 وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا 68 قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا 69 قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا 70}

صفحة 4455 - الجزء 6

  وقيل: قال رجل لموسى: هل أجد على وجه الْأَرْضِ [أحدًا] أعلم منك؟ قال:

  لا، فعندها بعث اللَّه جبريل، وأخبر بحديث هذا العالِم.

  وقيل: قال موسى: يا وب أي عبادك أحب إليك؟ قال: الذي يذكرني ولا ينساني، قال: فأي عبادك أعلم؟ قال: الذي يبتغي علم الناس إلى علمه عسى أن يصيب كلمة تدله على هدى أو ترده عن ردى، فقال: أي رب إن كان في عبادك من هو أعلم مني فدلني عليه، فدل على الخضر، وجعل الحوت آية.

  ويدل قوله: {وَمَا أَنْسَانِيهُ} أي: أن فعل العبد لا يضاف إلى اللَّه تعالى وإلا كان يقول: وما أنسانيه إلا الرحمن.

  وتدل على معجزة عظيمة لموسى #.

قوله تعالى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ٦٥ قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ٦٦ قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ٦٧ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ٦٨ قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ٦٩ قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا ٧٠}