التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما 65 قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا 66 قال إنك لن تستطيع معي صبرا 67 وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا 68 قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا 69 قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا 70}

صفحة 4456 - الجزء 6

  · القراءة: قرأ أبو عمرو ويعقوب: «رَشَدًا» بفتح الراء والشين، وقرأ الباقون بضم الراء وسكون الشين، وقرأ ابن عامر في بعض الروايات بضم الراء والشين، والرُّشْد والرَّشَد نقيضا الغي لغتان، وكذلك الرشاد وهو الهدى والاستقامة، يقال: رشد يرشد رشداً.

  وقرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر: «فلا تسألني» مفتوحة اللام مشدّدة النون، وقرأ الباقون ساكنة اللام خفيفة النون، ولم يختلفوا في إثبات الياء وصلاً ووقفاً، لأنها مثبتة في جميع المصاحف، قال علي بن عيسى: إلا ابن عامر فإنه حذفها، فإذا خفف فهو نون الإضافة وإذا شدد فهو نون التوكيد أدغمت في نون الإضافة.

  · اللغة: الموجود: خلاف المعدوم، وهو المختص بصحة الإدراك إذا كان الشيء لا يدرك، ولا يصح تحديد الموجود لأنه لا شيء يحدّه إلا والموجود أظهر منه، ووجدان الضالة: إدراكها بعد ضلالتها.

  والاتباع: طلب اللحاق بالمتقدم حيث يوجد، ونظيره: الاقتداء، اتبعه في مسيره واتبعه في مذهبه، واتبعه في أمره ونهيه، واتبعه فيما دعا إليه.

  والاستطاعة والقدرة والقوة من النظائر، يقال: استطاع واسطاع بحذف التاء وإثباتها وإدغامها.