قوله تعالى: {فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما 65 قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا 66 قال إنك لن تستطيع معي صبرا 67 وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا 68 قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا 69 قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا 70}
  · الأحكام: تدل الآية على أن ذلك العالم كان نبياً وقد بينا الوجه في ذلك.
  وقيل: لا بد للنبي من أمة وهو كان وحيدًا؟
  قلنا: يحتمل أنه كان بقربه قوم يدعوهم إلى الدين ثم يتخلى هناك للعبادة، ويجوز أن يكون كذبوا فأهلكوا.
  وفي الآية دليل من وجوه: أحدها قوله: {وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا} وقوله: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي}، وعلم بالألطاف والغيب، واتباع موسى له وتواضعه له.
  وتدل على حسن طلب العلم والزيادة فيه كما فعل موسى.
  ويدل قوله: {إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ} على جواز أن يكون الشيء منكرًا في الظاهر وفيه مصلحة لا يعلمه، فيثقل عليه.
  وتدل على أن كل فعل لله ولرسوله نقطع على حسنه وإن لم نعلم تفصيل المصلحة فيه.
  وتدل على وجوب الاستثناء فيما يقول أنه يفعله وأن شريعة موسى مثل شريعتنا في ذلك.
  ويدل قوله: {فَلَا تَسْأَلْنِي} أن الصلاح قد يكون في ترك السؤال، ولذلك قال تعالى: {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ}[المائدة: ١٠١]، وقال ÷ لما أوجب