قوله تعالى: {فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا 71 قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا 72 قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا 73 فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا 74 قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا 75 قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا 76 فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا 77}
  نَسِيتُ» قيل: بما غفلت من النسيان الذي هو ضد الذكر، وعن أُبَيٍّ بن كعب: لم ينس ولكنه من معاريض الكلام، وقيل: بما تركت من عهدك، عن ابن عباس. «وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا» قيل: لا تعجلني، وقيل: لا تغشني من أمري عسرا، ومعناه لا تغير أمري وصحبتي إياك، وقيل: ساهلني ولا ترهقني من أمري عسرا، «فَانْطَلَقَا» سارا «حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا» قيل: مر الخضر بغلمان يلعبون، فأخذ غلاماً ظريفاً وضيء الوجه فذبحه بالسكين، عن سعيد بن جبير. وقيل: كان غلاماً لم يبلغ الحلم، عن ابنِ عباس. وقيل: كان غلاماً يعمل بالفساد وتأذى منه أبواه، عن الضحاك. وقيل: كان فتى يقطع الطريق ويلجأ إلى أبويه فيحلفان له فأخذه الخضر، عن الكلبي. وقيل: كان شاباً بالغاً، عن الأصم. وسمي غلاماً لقرب عهده به «فَقَتَلَهُ» قيل: ذبحه بالسكين، وقيل: صرعه ثم نزع رأسه من جسده، وقيل: ضربه برجله فقتله، وقيل: ضرب رأسه بالجدار فقتله «قَالَ» موسى «أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً» طاهرة من الذنوب لأنها كانت صغيرة لم تكلف، وقيل: برية من استحقاق القتل، يعني قتلت نفساً لا تستحق القتل، وإنما قال ذلك لأنه صار قلبه كالمغلوب عليه حين رأى قتله فقال ذلك، «لَقَدْ جِئْتَ شَيئًا نُكْرًا» قيل: منكرًا، وقيل: أنكر من السفينة، عن الأصم. وقيل: المنكر أشد من الإمر، عن قتادة. ف «قَال» العالم «أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا» أي: نفسك لا تطاوعك، وليس هذا بتوبيخ وذم