التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا 78 أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا 79 وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا 80 فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما 81 وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا 82}

صفحة 4470 - الجزء 6

  وقرأ أبو جعفر وابن عامر ويعقوب وأحد الروايات عن أبي عمرو: «رُحُمًا» بضم الحاء، الباقون بسكونها.

  قراءة العامة: «فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ» على الإضافة من غير تنوين، وقرأ الأخفش وابن حميد: «فِرَاقٌ» بالتنوين.

  · اللغة: الاستطاعة والقدرة والقوة نظائر، استطاع واسطاع بمعنى، وأصله استطاع، أدغمت التاء في الطاء فصار اسطاع.

  والسفينة: مركب مهيأ في الماء، وجمعه: سفاين وسفن.

  والوراء: نقيض القدام، نظيره: خلف، ويستعمل وراء بمعنى أمام، ومنه: {مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ}⁣[الجاثية: ١٠] قال الشاعر:

  وَأَصْبَحَ لَا يَدْرِي وَإِنْ كَانَ حَازِمًا ... أَقُدَّامُهُ خَيْرٌ لَهُ أَمْ وَرَاؤُهُ

  أي: خلفه.

  وقال آخر:

  أَيَرْجُو بَنُو مَرْوَانَ سَمْعِي وَطَاعَتِي ... وَقَوْمِي تَمِيمٌ وَالْفَلَاةُ [ورائيا]

  أي: أمامنا.

  والرُّحُمُ، والرَّحْم: القربة، يقال: رحمته ورحمه ورحما.