قوله تعالى: {قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا 78 أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا 79 وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا 80 فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما 81 وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا 82}
  كان طريقهم في رجوعهم عليه ولم يعلموا به، عن الزجاج «يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً» أي: كل سفينة صالحة غير معيبة، فحذف لدلالة الكلام عليه، وروي عن ابن عباس أنه قرأ: (كل سفينة صالحة) وهو محمول على أنه فسره، فعيَّبها لئلا يتعرض عليها ذلك الملك، وقيل: اسم الملك جنيدا، وقيل: جندل، وقيل: هوذا، «وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبوَاهُ مُؤْمِنَينِ» قيل: هو من قول الخضر، وقيل: هو من قول اللَّه تعالى، حكاه الأصم. «فَخَشِينَا» قيل: علمنا، وقيل: كرهنا، عن قطرب، يقول: فرقت بينهما خشية أن يفتتنا أي: كراهية ذلك، وقيل: خفنا «أَنْ يُرْهِقَهُمَا» قيل: يهلكهما، وقيل: يغشيهما، وقيل: يكلفهما، عن الكلبي. وقيل: يكرههما على الكفر، وقيل: يحملهما على أن يدخلا في دينه، عن سعيد بن جبير. «طُغياناً» مجاوزة للحد في العصيان «وَكُفْرًا» وذلك مفسدة في الدين «فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا» ولداً «خَيرًا مِنْهُ زَكَاةً» صلاحاً وإسلاماً، قيل: رزق جارية فولدت الجارية سبعين نبياً، عن جعفر بن محمَّد عن أبيه @، وقيل: تزوجها نبي من الأنبياء فولدت له نبياً فهدى اللَّه على يديه أمة، عن الأصم، والكلبي. وقيل: أبدله بغلام مسلم، وكان المقتول كافرًا، عن ابن جريج. وكان أُبي يقرأ: (وأما الغلام فكان كافرًا وكان أبواه مؤمنين) وهذا يحمل على أنه فسره به، قال قتادة: فرح به أبواه حين ولد وحزنا عليه حين قتل، ولو بقي كان فيه هلاكهما، فقضاء اللَّه للمؤمن فيما يكره خير له من قضائه فيما يحب «وَأَقْرَبَ رُحْماً» قيل: أبر بوالديه وأرحم من المقتول، عن قتادة،