التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا 83 إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا 84 فأتبع سببا 85 حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا ياذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا 86 قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا 87}

صفحة 4479 - الجزء 6

  الروم ذات القرون، قال الأصمعي: أراد قرون شعورهم لأنهم كانوا يطولونه، قال المرقش:

  وأهلي بالشام ذات القرون

  وسمي ذ القرنين قيل: كان في رأسه شبه قرنين، وقيل: كان له ضفيرتان، وقيل: لأنه بلغ قطري الأرض من المشرق والمغرب، وقيل: لأنه دعا قومه إلى عبادة اللَّه فضربوه على قرنه الأيمن، ثم أحياه اللَّه فضربوه على قرنه الأيسر فأحياه اللَّه، عن أبي علي. ومنه قول علي # حين ذكر قصة ذي القرنين فقال: (وفيكم مثله)، يعني نفسه؛ لأنه ضرب رأسه مرتين، إحداهما يوم الخندق والثانية ضربه ابن ملجم لعنه اللَّه فقتله، وقيل: لأنه رأى في المنام كأنه آخذ بقرني الشمس فكان تأويله أنه طاف المشرق والمغرب، وقيل: لأنه كان كريم الطرفين من أهل بيت الشرف من قبل أبيه وأمه، وقيل: لأنه انقرض في وقته قرنان من الناس وهو حي، وقيل: لأنه كان إذا حارب حارب بيده وركابه، وقيل: لأنه دخل النور والظلمة.

  والتلاوة: القراءة، والذكر: حضور المعنى للنفس، وقد يكون بالقلب وهو التفكر، وقد يكون باللسان.