قوله تعالى: {حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا 93 قالوا ياذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا 94 قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما 95}
  وثانيها: هل هم مكلفون أم لا؟ فقد يحتمل حالهم الوجهين، وقوله: «مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ» لا يدل على التكليف لأن البهائم توصف بذلك.
  وثالثها: إن كانوا مكلفين هل بلغتهم الدعوة أم لا؟ وكلاهما يحتمل حتى لو قيل لم تبلغهم؛ إذ لا طريق لوصول ذلك إليهم لم يبعد ولو قيل: الَّذِينَ يتناوبون الباب سمعوا خبر النبي ÷ لم يبعد، واللَّه أعلم.
  ورابعها: أين هم؟ فقيل: وراء الصين، وقيل: من جانب أرمينية، وقيل: وراء الجزر والترك.
  وخامسها: متى يخرجون؟ وليس في القرآن ما يدل عليه، وأجمعت الأمة ووردت الآثار أنهم إنما يخرجون عند قرب الساعة، فيأكلون ما في الأرض ويهلكهم اللَّه، وقيل: لا يدخلون مكة والمدينة وبيت المقدس.
  وتدل على أن ما يجري مجرى الأمر بالمعروف وإزالة المنكرات لا تؤخذ عليه الأجرة.
  وتدل على أنه يجوز للنبي والإمام أن يستعين بغيره.
  وتدل على نعمته بذلك السداد لأنه يؤمن خروجهم وفسادهم في الأرض.
  وتدل على أن الفساد فعلهم لذلك بالغ في السد وذمهم على الفساد.