التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون 141}

صفحة 617 - الجزء 1

قوله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٤١}

  · اللغة: الأمة: الجماعة، وأصله القصد، كأنهم قصدوا أمرًا واحدًا.

  خلت: مضت، وأصله من الخلاء، وهو المكان الخالي.

  والكسب: الفعل يُجْتَلَبُ به نفع أو يدفع به ضرر، وما يقوله الْمُجْبِرَة في الكسب لا يعقل؛ لأن عندهم أنه تعالى أحدث أفعالهم؛ وأوجدها بجميع صفاتها، فما الكسب وما تأثير العبد؟

  · النظم: لما حاجَّ اللَّه تعالى اليهود في هَؤُلَاءِ الأنبياء عقبه بهذه الآية لوجوه:

  منها: وعظًا لهم وزجرًا حتى لا يتكلوا على فضل الآباء، فكل واحد يؤاخذ بعمله.

  ومنها: أنه بين أنه متى لم يستنكر أن يكون فرضكم غير فرضهم؛ لاختلاف المصالح لم يستنكر أن تختلف المصالح، فينقلكم محمد ÷ من ملة إلى ملة.

  ومنها: أنه لما ذكر حسن طريقتهم بَيَّنَ أن الحجاج لا يتم بذلك، بل كل إنسان مسؤول عن عمله، فلا عذر في ترك الحق، بأن يوهم أنه يتمسك بطريقة مَنْ تقدم؛ لأنهم أصابوا وأخطؤوا، ولا ينفع هَؤُلَاءِ ولا يضرهم؛ لئلا يتوهم أحد أن طريقة الدين التقليد.

  · المعنى: «تِلْكَ أُمَّةٌ» يعني قل يا محمد لهم ما أوردته من البينات «تِلْكَ أُمَّةٌ» قيل: الإشارة