التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا 96 فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا 97 قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا 98}

صفحة 4495 - الجزء 6

  والصدفان: جبلان، كل واحد منهما معزول عن الآخر، كأنه قد صدف عنه، يقال: صدف عن الشيء إذا أعرض عنه، وامرأة صدوف تصدف عن زوجها، والصدف من الجبل جانبه.

  ويقال: أفرغت الماء صببته، وافترغته صببته على نفسك.

  والقطر: النحاس، وأصل القطر كلّ ما أذيب يقطر كما يقطر الماء، والقطر قطر الماء، وبعير قاطر لا يزال بوله يقطر.

  وفي (استطاع) ثلاث لغات: اسطاع، واستطاع، واستاع، وأصل الباب هو الاستطاعة من الطوع، يقال: تطاوع لهذا الأمر حتى يستطيعه، وتطوّع: تكلف استطاعته وفي (العين): هو طوعه: إذا انقاد له، فإذا مضى لأمره فقد أطاعه، وإذا وافقه فقد طاوعه.

  فأما استطاع يستطيع فهو الأصل، ثم حذف التاء للتخفيف فصار اسطاع.

  فأما استاع يستيع بحذف الطاء استثقلوا اجتماعهما، والمخرج واحد، واسطاع أطاع يطيع، جعلوا السين عوضاً عن ذهاب حركة العين، قال أبو مسلم: وهما لغتان، والغالب إثبات التاء وبحذفها أيضاً.

  والدَّك: المصدر، دككت التراب على الميت أدكه دكاً إذا أهلته، ودك الرجل إذا دكّه المرض، وناقة دكاء بالمد: لا سنام لها، قال الأزهري: دككته دققته.