قوله تعالى: {آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا 96 فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا 97 قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا 98}
  · الإعراب: الهاء في قوله: «يَظْهَرُوهُ»، «وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً» يعود إلى الردم لأنه أقرب إليه، قيل: هذا القول، وقيل: هذا السد.
  · المعنى: ثم بين تعالى كيف بناء السد، فقال سبحانه وتعالى: «آتُونِي» أعطوني «زُبَرَ الْحَدِيدِ» قيل: قطع الحديد، عن ابن عباس، ومجاهد. وقيل: فلق الحديد، عن قتادة. وفي الكلام حذف دل عليه ما بقي وهو أنهم أتوه بذلك فبناه «حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ» جانبي الجبل مما جعل بينهما من زبر الحديد، وقيل: كان يضع الحطب على الحديد والحديد على الحطب، والصدفان، قيل: جبلان، عن ابن عباس، ومجاهد، والضحاك، وإبراهيم. «قَال انْفُخُوا» وفيه حذف أي: أرسل عليها النار ثم قال انفخوا، قيل: معناه انفخوا النار على الزبر «حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا» أي: كالنار، عن الأصم. «قَالَ آتُونِي» أعطوني «أُفْرِغْ عَلَيْهِ» أصب، أي: على الحديد «قِطْرًا» القطر النحاس، عن ابن عباس، ومجاهد، والضحاك، وقتادة. وأراد أن يلزق بعضه ببعض، وقيل: القطر الحديد المذاب، عن أبي عبيدة. وقيل: الرصاص، وقيل: الصفر. «فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ» أي: يعلوه «وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا» في أسفله، عن قتادة. وقيل: السد طريقة سوداء وطريقة حمراء صار النحاس مكان الحطب، فـ «قَال» ذو القرنين «هَذَا» السد «رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي» أي: نعمة منه لأني بقوته وإرادته فعلته، وقيل: أراد بالرحمة كفاية شر أولئك، عن الأصم. «فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي» قيل: