التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا 96 فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا 97 قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا 98}

صفحة 4497 - الجزء 6

  أشراط الساعة، عن أبي علي. وقيل: وعد خروجهم عن السد، عن أبي مسلم.

  «جَعَلَهُ دَكَّاءَ» قيل: مستويًا بالأرض، ويصير السد مندك دكاً ملصقاً بالأرض، عن [القتبي]. وقيل: مدقوقاً، وقيل: إنما يكون ذلك بعد قتل عيسى ابن مريم الدجال، عن ابن مسعود في حديث يرفعه. «وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا» لا خلف فيه، ويقال: ارتفاع السد مقدار مائتي ذراع وعرضه نحو خمسين ذراعاً.

  ومتى قيل: كيف أشكل موضع يأجوج ومأجوج؟

  قلنا: لأنهم في طرف من الأرض ولا طريق إليها، فلا يبعد أن يشكل.

  وقيل: على السد باب مقفل وبقربه حصن فيه قوم يحركون الحلقة كل جمعة ليعلم أن هناك حفظة.

  وقيل: السد من حديد شبه مصمت.

  · الأحكام: تدل الآية على نبوته؛ لأن جميع ما فعله يجري مجرى المعجز.

  وتدل على عظم نعم اللَّه تعالى في السد المانع لهم من الخروج.

  ويدل قوله: «فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ» على عظم السد، فجمع بين هايتن