قوله تعالى: {يازكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا 7 قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا 8 قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا 9 قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا 10 فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا 11}
  منها: كلام الملائكة.
  ومنها: الولد بعد الكِبَرِ.
  ومنها: اعتقال لسانه بالكلام دون التسبيح.
  ومنها: إجابة دعائه.
  ومتى قيل: إن دعاءه بإذن اللَّه فما معنى البشارة؟ ولو كان بغير إذن فلماذا أقدم؟
  قلنا: قيل: هذا أمر يخصه، فيجوز أن يسأل بغير إذن، ويحتمل أنه أذن له فيه ولم يعلم وقته وبشر به.
  ويدل قوله: {لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا} أنَّه يجوز أن يسمى الشخص باسم من غير تقدم من مواضعة.
  وتدل على أن المعدوم معلوم لذلك أخبر عن يحيى وهو معدوم.
  ويدل قوله: «وَقَدْ خَلَقْتُكَ» على أنه قادر على خلق الولد وإن كان الأبوان كبيرين؛ لأنه لا تأثير لهما في ذلك؛ فاللَّه تعالى لما قدر على خلقه قدر على خلق يحيى.
  وتدل على صحة القياس والحجاج فى الدين.
  ويدل قوله: {قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً} أنَّه يجوز من الأنبياء سؤال الآيات تقوية لقلوبهم.
  ويدل قوله: {بُكْرَةً وَعَشِيًّا} أن الصلاة في هذين الوقتين من شرائعهم.