قوله تعالى: {يازكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا 7 قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا 8 قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا 9 قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا 10 فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا 11}
  صفة الليالي أي: ثلاث ليال متتابعات، عن ابن عباس. وقيل: من غير خرس، عن قتادة، والسدي، وابن زيد. وقيل: كان لا يمكنه أن يكلم الناس ويتكلم بالقراءة والتسبيح.
  ومتى قيل: كيف يصح ذلك والحروف متماثلة؟
  قلنا: يجوز أن يُمنعَ عن أحدهما ولا يُمنعَ من الآخر.
  «فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ» وكان قومه يتوقعون خروجه، فخرج قبل الصلاة، وقيل: كان أخبر قومه بما بشر به فلما خرج عليهم وامتنع عن كلامهم علموا إجابة دعائه فسروا به «مِنَ الْمِحْرَابِ» موضع صلاته، عن ابن زيد. «فَأوْحَى إِلَيهِمْ» قيل: أشار إليهم بيده، وقيل: بالكتاب، وقيل: كتب على الأرض، وقيل: برمز مخصوص «أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا» قيل: أراد الدوام، أي: الزموا ذكره، وقيل: أراد هذين الوقتين، عن الأصم، وأبي علي. وهو الغداة والعشي، وقيل: كان هذا الوحي بإذن اللَّه تعالى؛ لأن الأنبياء لا يعلمون المصالح فلا يأمرون إلا بأمر اللَّه تعالى.
  · الأحكام: تدل الآيات على معجزات عظيمة لزكريا: