قوله تعالى: {يايحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا 12 وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا 13 وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا 14 وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا 15}
  · الإعراب: (حَنَانًا) قيل: نصب لأنه معطوف على الحكم، وتقديره: آتيناه حناناً، وقيل:
  آتيناه الكتاب تحنناً منا.
  «وَزَكَاةً» عطف على (حَنَانًا).
  «تَقِيًّا» خبر (كان) أي: كان يحيى كان تقياً، وكذلك قوله: «جَبَّارًا عَصِيًّا».
  · المعنى: ثم بيّن تعالى حديث يحيى، فقال سبحانه: «يَا يَحْيَى» وفيه حذف، أي: قلنا ليحيى لما خُلق وعَقَلَ، واختلفوا، قيل: قال هذا لما بلغ أشده، وقيل: أكمل عقله في صباه وصغر سنه، وبخلقه وجعله نبياً أوحى إليه: «يا يحيى» قال أبو علي: وهذا من عجيب الاختصار الذي لا يوجد في كلام الناس. «خُذِ الْكِتَابَ» قيل: التوراة «بِقُوَّةٍ» قيل: بِجِّدٍ واجتهاد ومواظبة في العمل به، وقيل: بجدٍّ ونية صادقة، وقيل: بما قواك اللَّه عليه وأيدك به، ومعناه: وأنت قادر على أخذه، قوي على العمل به، وقيل: معناه بجدا وصحة عزيمة على القيام بما فيه «وَآتَينَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا» قيل: الحكمة والعلم في حال صباه، وقيل: النبوة، وعن معمر أن الصبيان قالوا ليحيى: اذهب نلعب، قال: ما للعب خلقنا، فأنزل اللَّه تعالى: «وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا»، «وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا» قيل: رحمة من عندنا، عن ابن عباس، وقتادة، والحسن. وقيل: رحمة منا لا يقدر على إعطائها غيرنا، عن الضحاك. وقيل: تعطفًا، عن