التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يايحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا 12 وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا 13 وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا 14 وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا 15}

صفحة 4531 - الجزء 6

  الآخرة من العذاب، وقيل: سلام اللَّه عليه، وقيل: تسلم عليه الملائكة، وقيل: أمر هذه الأمة بالسلام عليه «يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا» قيل: السلام يوم الولادة تَفَضُّلٌ، وعند الموت والبعث ثواب، وقيل: سلامه له يوم ولد من صوت الشيطان ولطمه، وقيل: إن بكاء الصبي من ذلك، وقيل: سلامه له من بلاء الدنيا وعذاب القبر وأهوال الحشر وعذاب النار، وإنما قال: «حَيًّا» تأكيداً لقوله: «يوم يبعث» وقيل: أراد أنه يبعث مع الشهداء؛ لأنهم وصفوا بأنهم أحياء.

  · الأحكام: تدل الآية على أنه أعطى يحيى النبوة وهو صبي.

  وتدل على أن القدرة قبل الفعل؛ لذلك قال: «بقوة»؛ فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في الاستطاعة.

  ويدل قوله: «خذ» أن الأخذ فِعْلُهُ، فيبطل قولهم في المخلوق، ولأنه لو كان خلقه لما كان صح الأمر به، ولما احتاج إلى قوة.

  وتدل على عظم حق الأبوين.

  وتدل على حسن التواضع وقبح التكبر.

  ويدل قوله: {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ} على فضل يحيى وأنه استمر أمره من لدن ولد إلى أن مات.