قوله تعالى: {وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا 31 وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا 32 والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا 33 ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون 34 ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون 35}
  «وَالسَّلَامُ عَلَيَّ» قيل: سلام اللَّه عليه، وقيل: أمره أن يسلم على نفسه، وقيل: السلامة له في هذه الأحوال، عن أبي علي، وهو الوجه. وقيل: السلام: اللَّه أي: هو مطلع على هذه الأحوال «يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ» في المحشر «حَيًّا» للجزاء «ذلك» ما تقدم من القصة والصفة، قصة «عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ» أي: هو قول الحق «الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ»، يعني اليهود والنصارى، ويزعم اليهود أنه ساحر كذاب، وتزعم النصارى أنه ابن اللَّه وثالث ثلاثة، وقيل: هو شك النصارى واختلافهم، فبعضهم قالوا: هو اللَّه، وبعضهم: هو ابن اللَّه وروحه، وفرقة: ثالث ثلاثة، ثم كذبهم اللَّه تعالى فقال: «مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ» أي: هو منزه عن أن يكون من صفته اتخاذ الأولاد، وقيل: اللام منقول و «مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا» أي: حكم بأمر أنه يكون «فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» قيل: هو مثل أنه تعالى يفعل ما يشاء من غير امتناع، وهو الوجه، وقيل: إنه يحدث {كُنْ} ليعلم أنه يفعل فعلاً.
  · الأحكام: يدل قوله: {أَيْنَ مَا كُنْتُ} أنه كان رسولاً من ذلك الوقت، وأنه كان يتكلم ولم يتغير حاله، وكذلك قوله: {مَا دُمْتُ حَيًّا} يدل عليه.