قوله تعالى: {وإن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم 36 فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم 37 أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين 38 وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون 39 إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون 40}
  الأول: على الاستئناف، وتقديره: قال عيسى: إن اللَّه ربي وربكم، ويحتمل أن يكون ابتداء كلام اللَّه تعالى وأمر من اللَّه تعالى لرسوله أن يقول ذلك.
  والثاني: أن يكون عطفاً على قوله: «إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ» فإنه قال: إني عبد ربي وإن اللَّه ربي وربكم.
  أما الفتح ففيه أربعة أوجه:
  الأول: وقضى أن اللَّه ربي وربكم، عن أبي عمرو بن العلاء.
  الثاني: وأوصاني أن اللَّه ربي وربكم.
  الثالث: ذلك عيسى ابن مريم وذلك أن اللَّه ربي وربكم.
  الرابع: ولأن اللَّه ربي وربكم.
  · اللغة: الأحزاب: جمع حزب، وهو الجمع المنقطع في ذاته عن غيره، حزب القوم صاروا أحزاباً، وحَزَّبَ عليه الأحزاب أي جَمَّعَ، ومنه: الأحزاب؛ لأنهم اجتمعوا من كل جهة.
  والإنذار: الإعلام بموضع المخافة.
  · الإعراب: «أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ» جزم لأنه أمر ومعناه التعجب، أي: ما أسمعهم وأبصرهم، أي: حلوا في هذا محل من يتعجب منه، وهو تهديد.