التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا 41 إذ قال لأبيه ياأبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا 42 ياأبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا 43 ياأبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا 44 ياأبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا 45}

صفحة 4563 - الجزء 6

  · الإعراب: الواو في قوله: «واذكر» واو عطف جملة على جملة كأنه قيل: في الكتاب قصة زكريا، فلما انتهت قال كما ذكرت ذلك آخر قصة مريم اذكر قصة إبراهيم.

  وكسر «إنه» للاستئناف «كَانَ صِدِّيقًا» معنى (كان) معنى الحال، وقيل:

  بمعنى صار، وقيل: كان من ابتداء حاله إلى انتهائه صديقاً، وفي حديث إبليس: «كان من وقت إبائه السجود إلى هذا الوقت عصيا».

  «تَكُونَ» نصب معطوف على قوله: «أن يمسك»، أي: أخاف أن يمسك، وأخاف أن تكون.

  · المعنى: ثم ذكر قصة إبراهيم، فقال سبحانه: «وَاذْكُرْ» يا محمد «فِي الْكِتَاب» في القرآن «إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا» قيل: كثير التصديق في أمور الدين، عن أبيَ علي. وقيل:

  كثير الصدق فيما يخبر عن اللَّه حتى لا يكذب، عن أبي مسلم. وقيل: الصديق من أسماء الدين يسمى به من عظمت رتبته، عن الأصم. «نَبِيًّا» قيل: رفيع الشأن بالرسالة، وقيل: رسولاً «إِذْ قَالَ لأَبِيهِ» آزر وكان كافرًا «يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ»