التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا 62 تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا 63 وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا 64 رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا 65}

صفحة 4585 - الجزء 6

  عن اللَّغا وَرَفَثِ التكلم

  وَاصْطَبِرْ: افتعل من الصبر، وسواء قولك اصْبِرْ واصْطَبِرْ في المعنى.

  · الإعراب: «إِلَّا سَلاَمًا» استثناء من غير جنس، وهو بمعنى لكن، قال الشاعر:

  وَقَفْتُ فِيهَا أُصَيْلانًا أُسَائلُهَا ... أَعْيَتْ جَوَابًا وَمَا بِالرَّبْع منْ أَحَدِ

  إِلا الأَوَارِيَّ لَأْيا مَا أُبينها ... والنُّؤْيُ كَالْحَوْضِ بِالمَظْلُومَةِ الجَلَدِ نصب «بُكْرَةً وَعَشِيًّا» على الظرف أي: في البكرة والعشي.

  «تَقِيًّا» نصب؛ لأنه خبر (كان)، وقيل: نورثها الأتقياء.

  · النزول: قيل: استبطأ النبي ÷ جبريل #، فقال: «ما منعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا» فأتاه هذا الجواب: «وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ»، عن ابن عباس، ومجاهد، وإبراهيم.

  وقيل: إن العاص بن وائل السهمي لم يعط أجرة أجير استعمله فقال: لو كان الأمر كما يزعم محمد فنحن أولى بالجنة ونعيمها، فحينئذ أوفوه أجره، فنزل: «تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا».