قوله تعالى: {لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا 62 تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا 63 وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا 64 رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا 65}
  وقيل: احتبس جبريل عن النبي @ لما سئل عن قصة أصحاب الكهف وذي القرنين والروح، فشق عليه، فلما أتاه استبطأه، فنزلت الآية، عن عكرمة، والضحاك، وقتادة، ومقاتل، والكلبي.
  واختلف كم احتبس، قيل: أربعون يوماً عن عكرمة، وقيل: اثنتا عشرة ليلة، عن مجاهد. وقيل: خمس عشرة، وقد بينا أن هذا لا يجوز لما له من التنفير، فأما تأخير النزول فيجوز من غير سبب، فأما إذا سئل النبي ÷ عن شيء وقال سأخبركم غداً ثم تأخر الوحي فهذا لا يجوز.
  · المعنى: ثم وصف تعالى حالة أهل الجنة فقال: «لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا» قيل: قولًا يجب أن يَلْغَى مثل الخنا والفجر والفحش والأباطيل، وقيل: يمينا كاذبة، عن مقاتل. وقيل: مأثماً «إِلَّا سَلاَمًا» لكن يسمعون سلاماً، قيل: قولاً يسلمون منه، وقيل: قولاً سالماً من هذه [المعائب]، وقيل: يسلم بعضهم على بعض ويسلم اللَّه تعالى والملائكة عليهم «وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ» عطاؤهم «فِيهَا» في الجنة «بُكْرَةً وَعَشِيًّا» يعني على مقدار طرفي النهار، وقيل: الغرض بهذا إدرار الرزق عليهم أي: في أي وقت شاءوا، وقيل: يجوز أن يجعل اللَّه فيهم علامة يعرفون بها مقادير اليوم في الآخرة كما يعرفون في الدنيا بالشمس.
  «تِلْكَ الْجَنَّةُ» ما وصفها «الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا» قيل: لكل مكلف موضع