التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا 66 أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا 67 فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا 68 ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا 69 ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا 70}

صفحة 4590 - الجزء 6

  والشيعة: الجماعة المتعاونون على أمر من الأمور، تشايع القوم: تعاونوا.

  والصَّلْيُ: مصدر، صَلَى يَصْلِي صَلْياً وهو اللزوم، ويُقال: صلى يصلى صلياً مثل لقى يلقى لُقِيًّا، وصَلَى يصلي صُلِياً مثل مضى يمضي مُضِيًّا.

  والعتو أخذ من عتا يعتو عُتُوًّا فهو عاتٍ أي: تعدى أمر اللَّه واستكبر، والعتي أصل العتو، والعِتِيّ والجِثِيّ إذا كانا مصدرين فهما من العتو والجثو، استثقلوا وقوع الواو فيه طرفاً للكلمة لما يلزمها من الإعراب والتنوين، وهي في الأصل ثقيلة فقلبوها إلى ما هو أخف وهو الياء، وقد جاء على الأصل في قوله: {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ}⁣[الملك: ٢١].

  · الإعراب: يقال: لِمَ رفع «أَيُّهُمْ»؟

  قلنا: فيه ثلاثة أوجه:

  أولها: على الحكاية بتقدير: فيقال أيهم أشد فليخرج، على مذهب الخليل.

  وثانيها: أنه مبني، ومعناه الذي هو أشد على الرحمن عتيا، إلا أنه بني لما حذف منه (هو) واطرد الحذف به وصار كبعض الاسم، وهذا مذهب سيبويه.