التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا 66 أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا 67 فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا 68 ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا 69 ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا 70}

صفحة 4591 - الجزء 6

  وثالثها: أن «لَنَنْزِعَنَّ» معلقة كتعلق (قد علمت أنهم في الدار)، وهذا مذهب يونس.

  وقيل: «أَيُّهُمْ» ابتداء و «أَشَدُّ» خبره، عن الأخفش، وأجاز سيبويه النصب على معنى (الذي)، وذكر أنها قراءة هارون.

  و (ما) في قوله: «أَئِذَا مَا مِتُّ» صلة. و {وَلَمْ يَكُ} أصله: لم يكن حذف النون للجزم.

  · النزول: قيل: نزل قوله: «وَيَقُولُ الإنسَانُ ...» الآية. في أبي بن خلف الجمحي، فإنه أخذ عظماً بالياً وفته بيده، ثم قالَ هذا القول، فرد اللَّه ذلك عليه وأنزل الآية.

  وقيل: نزلت في مشركي قريش والعرب كانوا ينكرون البعث ويقولون: لا يقدر اللَّه على ذلك، فنزلت الآية، عن الأصم.

  وقيل: نزلت في أبي جهل قال هذا القول تعجباً من قول النبي ÷: «إنهم مبعوثون بعد الموت».

  · المعنى: لما تقدم ذكر الوعد والوعيد والبعث حكى قول منكري البعث ورد عليهم بأوضح بيان وأجلى برهان، فقال سبحانه: «وَيَقُولُ الإِنسَانُ» قيل: أبي بن خلف، وقيل: أبو جهل، وقيل: سائر من أنكر البعث «أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا» هذا استفهام والمراد به الإنكار أو الشك أو الاستهزاء وأي ذلك فهو كفر، والمعنى: أئذا مت أخرج من القبر والتراب حياً وأبعث للجزاء.