التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا 66 أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا 67 فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا 68 ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا 69 ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا 70}

صفحة 4594 - الجزء 6

  لا يحدث لله علم؛ إذ هو عالم لذاته لم يزل ولا يزال «بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا» أي نعلم بأولاهم بشدة العذاب وأحقهم بعظم العقاب.

  · الأحكام: يدل قوله: {أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ} على صحة الحجاج.

  وتدل على صحة الإعادة؛ لأنه إذا قدر على خلقهم ابتداء كذلك قدر على الإعادة ثانياً، وهذا القدر على اختصاره مما يدل على صحة أمور، وبها يحتج العلماء في صحة الإعادة.

  ومتى قيل: كم شرط يشترط حتى تصح الإعادة؟

  قلنا: له ثلاثة شروط، واختلفوا فيها، فقيل: أن يكون فعل القادر لذاته، وأن يكون مما يبقى، وأن يكون من غير جنس مقدور العباد، عن أبي علي. وقيل:

  الثالث ألا يكون متولداً عن سببٍ لا يبقى، عن أبي هاشم. وقيل: الثالث ألا يكون متولداً أصلاً، عن القاضي.

  ويُقال: ما الذي. يجب أن يعاد من المكلف؟

  قلنا: اختلفوا، قيل: جميع الإنسان، عن أبي القاسم. وقيل: الأجزاء التي يصير بها زيد زيداً، عن أبي عبد اللَّه.