قوله تعالى: {ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا 66 أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا 67 فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا 68 ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا 69 ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا 70}
  ثم حقق أمر الإعادة فقال سبحانه: «فَوَرَبِّكَ» يا محمد أو أيها السامع «لَنَحشرنَّهُمْ» أي لنجمعنهم يعني يجمع الخلق في المعاد للجزاء، وقيل: يجمع المشركين المنكرين للبعث «وَالشَّيَاطِينَ» يعني قرناءهم الَّذِينَ أضلوهم، فيقرن كل شيطان بكافر منكر للبعث بسلسلة زيادة في عذابه، وقيل: يحشرون من قبورهم مقرنين بأوليائهم منْ الشياطين، وقيل: أراد صناديد قريش، والأول الوجه لعموم اللفظ «ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ» يعني الخلق والشياطين «حَوْلَ جَهَنَّمَ» يعني عرصات القيامة، وقيل: في جهنم «جِثِيًّا» قيل: جاثية على الركب، عن الحسن، والضحاك. كأنه أشار إلى عجزهم وتضرعهم وذلهم، وقيل: جماعات جماعات، عن ابن عباس. كأنه قيل: جثوة يعني زمرًا، وقيل: جميعاً، عن مقاتل. وهو على هذين القولين جمع جُثْوَة «ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ» أي: يأمر اللَّه من ينزع من بينهم «مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ» أي من كل أمة وطائفة وأهل دين «أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا» أي: عتواً، قيل: فجورًا وكذباً، عن مجاهد. وقيل: علوا، عن مقاتل. وقيل: علوا في الكفر وكبِرًا، وقيل: قائدهم ورأسهم في الشيء، عن الكلبي. وقيل: نبدأ بالأكثر حزباً فالأكثر، عن الأحوص، ومجاهد. «ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ» أي: ونحن أعلم؛ لأنه