التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا 71 ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا 72 وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا 73 وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا 74 قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا 75}

صفحة 4596 - الجزء 6

  وقرأ ابن كثير: «خير مُقامًا» بضم الميم أي إقامة، وقرأ الباقون بفتح الميم أي: منزلاً.

  وقرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم: «وَرِئْيًا» بغير همز مشددة الياء، وقرأ الباقون وورش عن نافع مهموزة مخففة الياء، وقيل: هما بمعنى وهو الوجه، عن ابن عباس. وقيل: المنظر، وقيل: معنى المهموز: المنظر البهي الحسن، وبغير الهمز: [الاستيعاب] في النعمة مأخوذ من ريّ الماء إذا استوعب شربه، ويجوز في العربية ثلاثة أوجه: {رِئْياً} بالهمز قبل الياء، وريئا بياء قبل الهمزة على قولهم: راءَني ورائي يريه رأي العين، و (رِيًّا) بترك الهمزة، عن الزجاج وروي في الشواذ: (وَزِيًّا) بالزاي معجمة أي: حسن هيئتهم.

  · اللغة: الورود: قيل: الوصول إلى المكان، وقيل: الدنو من الشيء، عن أبي مسلم. وأصله: ورود الماء، ثم يستعمل في كل ما قدم إليه، وهو خلاف الصدور، واختلفوا في الورود، ققيل: هو الوصول إليه من غير دخول فيه، واستدلوا