قوله تعالى: {ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا 76 أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا 77 أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا 78 كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا 79 ونرثه ما يقول ويأتينا فردا 80}
  اعتقدوا ما جهلوا وهو اعتقاد نيل الثواب مع الكفر والعصيان «كَلَّا» ردع وزجر، أي لا يكون الأمر كما زعموا، يعني الطمع في الثواب مع سوء العمل والكفر ولا يكون أبداً «سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ» سنحفظ ما يقول لنجازيه يوم القيامة، وقيل: نأمر الملائكة، وقيل: نأمر الملائكة بكتابة ذلك، وقيل: سنحفظ ذلك لنريه فيعلم أنه كان كاذباً «وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا» أي: نزيده عذاباً فوق العذاب، وقيل: نتبع بعضه في إثر بعض فهو عبارة عن الدوام «وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ» يعني المال والولد بعدما أهلكناه وأبطلنا عليه ما يملكه، عن ابن عباس، وقتادة، وابن زيد. وقيل: يموت ويبقى كفره، فشبه كفره الباقي بعده بالمال المتروك، عن الأصم. «وَيَأْتِينَا فَرْدًا» أي: في الآخرة ليس معه شيء من المال والولد، وهذا يدل على أن المراد بقوله «وَنَرِثُهُ» المال والولد.
  · الأحكام: يدل قوله: {وَيَزِيدُ اللَّهُ} الآية. أن في حمله الهدى ما يختص به المهتدي فلذلك حملناه على الإلطاف.