التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا 81 كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا 82 ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا 83 فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا 84 يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا 85 ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا 86}

صفحة 4611 - الجزء 6

  · اللغة: العِزُّ: الامتناع من الضيم، عز يعز فهو عزيزٌ أي: ممتنع من أن يُنَالَ بسوء، والعزيز في صفة اللَّه تعالى يرجع إلى كونه قادرًا لا يمتنع عليه شيء ولا ينال بمكروه، ولا يمانع في شيء.

  والضد: ما ضاد الشيء، كالسواد والبياض، وَحَدُّهُ ما امتنع وجود أحدهما لأجل وجود الآخر، والأشياء على ثلاثة أضرب: مختلفان، ومثلان، ومتضادان، واللَّه تعالى مخالف لجميع الأشياء، وليس بِمِثْلٍ لشيء ولا ضد.

  أزَّت القدر: إذا غلت، ومنه الحديث: «ولجَوْفِهِ أَزِيزٌ كأزيز المِرْجَلِ من البكاء» يقال: أزه بكذا أي أغراه به، وأَزَزْتُ الشيء إلى الشيء ضممته إليه، وأزعجه أزه يؤزه أزًّا إذا هزه بالإزعاج إلى أمر.

  والوفد: الركبان في قدومهم، وَوُحِّدَ لأنه مصدر، وقد يجمع على وفود، يقال: وَفَدْتُ أَفِدُ وَفْداً، وأنا وافْدٌ، وقيل: وفد جمع وافد كراكب وركب، وصاحب وصحب، وأوفد على الشيء أشرف عليه.

  والسَّوْقُ: الحث على المسير؛ لأنه يساق بها البيع والشراء شيء بعد شيء.