قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم 143}
  والغفلة: سهو يعتري الإنسان، وهو ذهاب العلم بما جرت العادة بعلمه.
  · الإعراب: يقال: ما موضع «كنتم» من الإعراب؟
  قلنا: جزم بالشرط، فإنه قيل: حيث تكونوا، والفاء جواب، ولولاها لم يجز الجواب ب (حيث)؛ لخروجها عن نظائرها، بأنه لا يستفهم بها، ولأن الإضافة لها كالصلة لغيرها، وليست كصلة أخواتها.
  و «شطْرَهُ» نصب على الظرف، والعامل فيه: «فَوَلِّ».
  · النزول: روي أن النبي ÷ وُعِد التحويل عن بيت المقدس، ولم يبين إلى أي موضع يحوله، فكان يقلب طرفه في السماء توقعًا وانتظارًا لما وُعِدَ به، وكان يُحَسِّنُ أن يكون قبلته الكعبة، فأتاه جبريل بهذه الآية، عن الحسن والسدي وأبي علي. وقيل: كان يحب ذلك محبة طباع، ولم يكن يدعو به حتى أذن له فيه، وكان يستأذن جبريل، فقال: «سل ربك فجعل يديم النظر إلى السماء، فنزلت الآية»، عن ابن عباس وقتادة. وقال أبو مسلم: لولا الأخبار لاحتمل أن يكون ذلك أول مقدمه المدينة، فقد روي «أنه كان بمكة يصلي، ويجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس» فلما هاجر لم يعلم أين يتوجه، فانتظر أمر اللَّه، فنزلت الآية، وقد اختلفوا في صلاته بمكة، فقيل: كان يصلي إلى الكعبة، فلما هاجر أمر بالتوجه إلى بيت المقدس، وقيل: بل كان بمكة يصلي إلى بيت المقدس، ويجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس. وقيل: بل كان يصلي إلى بيت المقدس، حكاه أبو القاسم. قال جعفر بن مبشر: أمر بالتوجه إلى بيت