قوله تعالى: {إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون 6}
  وأما الرابع: فيدخل بينهما ألف، وتُلَيَّنُ الثانية، وهي قراءة أبي عمرو، ووجهه التخفيف من وجهين، ولأنك إذا لينت الثانية صار اللفظ كأنه لا استفهام فيها، ففي المد توكيد الدلالة على الاستفهام، كما في تحقيق الهمزة، وهذا الوجه هو المختار، ويليه تليين الثانية؛ لأنه أتى بالمعنى واستعمل التخفيف، وتحقيق الهمزتين صعب على اللسان، وليس بلغة الحجاز.
  فأما الخامس فهو على تليين الأولى، وتحقيق الثانية، وإلقاء حركة الهمزة على الميم من «عليهم» فيفتحها، وتسقط الهمزة كقوله: {قَد أَفلح المؤمِنُونَ} وهو مروي عن نافع، ومن شأن العرب إذا لَيَّنُوا الهمزة المتحركة، وقبلها ساكن أن يلقوا حركتها على الساكن ويحْذِفُوهَا، فيقولون: مَنَ أبوك؟ وكم إبلك؟ ومَنُ أمك؟
  فأما السادس: بهمزة واحدة، وهي قراءة الزهري، فهو على اطراح ألف الاستفهام، وليس بالجيد، وإن كان قد جاء في الشعر في قوله:
  بسبع رمين الجمر أم بثمان
  يعني أبسبع.
  · اللغة: أصل الكفر الستر والتغطية، قال الشاعر:
  حَتَّى إِذَا أَلْقَتْ يَدًا في كَاِفرٍ ... وَأَجَنَّ عَوْرَاتِ الصُّخُورِ ظَلاَمُهَا