التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {طه 1 ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى 2 إلا تذكرة لمن يخشى 3 تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى 4 الرحمن على العرش استوى 5 له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى 6 وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى 7 الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى 8}

صفحة 4637 - الجزء 6

  ويدل قوله: {الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} على أشياء:

  منها: أن الاسم غير المسمى.

  ومنها: أنه لا يجوز عليه اللقب.

  ومنها: أن أسماءه تفيد معاني كلها ترجع إلى صفة مدح.

  وأسماؤه على ضربين:

  أحدهما: تفيد صفة مدح في ذاته، كقولنا: عالم، قادر، حي، سميع، بصير، غني، قديم، ملك ونحوه.

  وثانيها: تفيد فعلاً حسناً، كقوله: خالق ورازق ومنعم.

  ومنها: ما تدل على أنه لا يفعل القبيح؛ لأنه لو فعل ذلك لاشتق له منها الأسماء ولا يكون حسناً ولو فعل الظلم لسمي بأنه ظالم، تعالى اللَّه عن ذلك علواً كبيرًا.

  ولا تعلق للمشبهة بالآية في إثبات الجهة والمكان؛ لأن الاستواء إذا احتمل معاني فليس لهم أن يحملوه على المكان، وكذلك العرش يحتمل معاني، ولأن الجهة من خصائص الجوهر؛ لأن المصحح لها التحيز.