قوله تعالى: {طه 1 ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى 2 إلا تذكرة لمن يخشى 3 تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى 4 الرحمن على العرش استوى 5 له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى 6 وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى 7 الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى 8}
  جبير، وابن زيد. وقيل: السر العمل الذي يستره عن الناس، وأخفى: الوسوسة، عن مجاهد. وقيل: يعلم أسرار الخلق، وأخفى سره فلا يعلمه أحد، عن زيد بن أسلم. فنبه بذلك على أنه عالم بالأشياء كلها زجرًا لهم عن عصيانه.
  ثم بيّن تعالى أن عالم السر والجهر هو واحد وهو اللَّه تعالى، فقال سبحانه: «اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى» يعني كل اسم حسن يدل على معنى حسن؛ لأن اللقب لا يجوز عليه تعالى، وكل اسم لا بد أن يكون مفيداً لمعنى.
  · الأحكام: تدل الآية على أن القرآن محدث ليصح عليه الإنزال.
  وتدل على أنه غير اللَّه؛ لأن المنزَّلَ غير المنزِّلِ.
  وتدل على أن من تمسك بالقرآن لا يشقى أبداً، ومن حمله على مشقة الدنيا، منهم من قال: إنه نسخ به قيام الليل، وأما الحسن وأبو علي فحملاه على مشقة الآخرة فهو على عمومه.
  ويدل قوله: «تذكرة» على وجوب التفكر فيه، وإنما خص من خشي لأنهم المنتفعون وإلا فهو تذكرة للجميع.