قوله تعالى: {وهل أتاك حديث موسى 9 إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى 10 فلما أتاها نودي ياموسى 11 إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى 12 وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى 13 إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري 14 إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى 15 فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى 16}
  الكلبي. «إِذْ رَأَى نَارًا» بالليل، قيل: ليلة الجمعة، عن الكلبي. وقيل: استأذن موسى شعيباً في الرجوع إلى والدته فأذن له، فخرج بأهله وولده، فوُلِدَ له ابنٌ في طريقه في ليلة شاتية مثلجة، وأضل الطريق، وتفرق ماشيته، وقدح النار فلم تُوَرِّهِ، فأبصر نارًا من بعيد عن يسار الطريق، عن وهب. «فَقَال لأَهْلِهِ» امرأته «امْكُثُوا» أقيموا مكانكم هذا، وهي بنت شعيب كان تزوجها بمدين، عن أبي مسلم. «إِنِّي آنسْتُ نَارًا» أبصرت نارًا «لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بقَبَسٍ» أي: شعلة من النار تصطلون بها «أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى» قيل: أحداً يدلني على الطريق الذي أضللته، وقيل: معناه أو «أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى» أي: طريقاً «فَلَمَّا أَتَاهَا» أي: أتى النار، قيل: رأى شجرة خضراء من أسفلها إلى أعلاها تستوقد فيها نار بيضاء وسمع تسبيح الملائكة، ورأى نورًا عظيماً، ولم تكن الخضرة تطفي النار ولا النار تحرق الخضرة، وقيل: كان نورًا ولم يكن نارًا، وقيل: النار والنور واحد ولذلك قال تعالى: {اسْتَوقَدَ نَارًا}[البقرة: ١٧] ثم قال: {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِم}[البقرة: ١٧] وقيل: لما رأى ذلك تحير وتعجب وعلم أنه معجز ناقض للعادة، وأنه لأمر