قوله تعالى: {وهل أتاك حديث موسى 9 إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى 10 فلما أتاها نودي ياموسى 11 إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى 12 وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى 13 إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري 14 إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى 15 فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى 16}
  · اللغة: الإيناس: وجدان الشيء الذي يؤنس به.
  والقبس: الشعلة، وهو نار في طرف عود أو قصبة.
  والخَلْعُ: نزع الملبوس بخلع ثوبه، وخلع نعله.
  والوادي: سفح الجبل، ويقال للمجرى العظيم من مجاري الماء: وادٍ، وأصله:
  عظم الأمر، ومنه: الدية؛ لأنها عطية في أمر عظيم وهو القتل.
  والرَّدَى: الهلاك، رَدَى يَرْدَى رَدَى إذا هلك.
  · الإعراب: «طوى» قيل: جر لأنه بدل من (الوادي)، وقيل: نصب على المصدر.
  وقوله: {فَتَرْدَى} نصب؛ لأنه جواب الأمر بالفاء لقوله: {فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا} لأنها أمر.
  · المعنى: ثم بيّن أنه أنزل عليه الكتاب لسعادته كما أنزل على موسى، وإنما قال قومه نحو ما قال قوم موسى تسلية له وأمر بالصبر، فقال سبحانه: «وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى» أي: هل بلغك خبره يا محمد، وهو استفهام والمراد الإثبات، كأنه قيل:
  قد أتاك، وقد كان أتاه خبره، وقيل: لم يكن أتاه خبره ثم أخبره، عن