قوله تعالى: {وهل أتاك حديث موسى 9 إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى 10 فلما أتاها نودي ياموسى 11 إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى 12 وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى 13 إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري 14 إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى 15 فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى 16}
  الحشرات، فأمنه في ذلك وأمره بخلعه وأعلمه بطهارته، فأمنه ما كان يحذر، عن أبي مسلم. وقيل: لأن من بلغ المقصد خلع نعله، فأمره بالخلع عبارة عن الوقوف مكانه، فلما أمر بذلك ألقاهما موسى #.
  «إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ» قيل: المبارك، عن ابن عباس، ومجاهد. قال الأصم: بورك بسعة الرزق والخصب، وقيل: المطهر، عن أبي علي. «طُوًى» قيل: اسم الوادي، عن ابن عباس، ومجاهد، وابن زيد، وأبي علي. وقيل: طوى بالبركة مرتين، عن الحسن. فيكون مصدرًا من قوله: طويته طوى، «وَأَنَا اخْتَرْتُكَ» اصطفيتك للرسالة «فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى» لما بشره بالنبوة أمره باستماع الوحي، ثم ابتدأ بالتوحيد فقال سبحانه «إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا» أمره بأن يبلغ ذلك قومه «فَاعْبُدْنِي» دون غيري «وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي» قيل: لذكري فيها بالتسبيح والتعظيم، عن الحسن، ومجاهد. وقيل: لأن أذكرك بالمدح والثناء، وقيل: لتذكرني فيها، وقيل: إذا تركتها ثم ذكرتها فأقمها، عن مقاتل. وقيل: فَصَلِّ لي ولا تصلِّ لغيري كما يفعله المشركون، عن أبي مسلم. وهو مردود على «استمع» أي: استمع لما يوحى ولذكري، وليس بالوجه؛ لأن الكلام يستقيم من غير تقديم وتأخير «إِنَّ السَّاعَةَ