قوله تعالى: {قال رب اشرح لي صدري 25 ويسر لي أمري 26 واحلل عقدة من لساني 27 يفقهوا قولي 28 واجعل لي وزيرا من أهلي 29 هارون أخي 30 اشدد به أزري 31 وأشركه في أمري 32 كي نسبحك كثيرا 33 ونذكرك كثيرا 34 إنك كنت بنا بصيرا 35}
  ما كان في لسانه إلا بقية منه بدليل قوله: {وَلَا يَكَادُ يبُينُ}[الزخرف: ٥٢] عن أبي مسلم. وقيل: استجاب دعاءه فحل العقدة عن لسانه، عن الحسن. وهو الوجه لقوله: {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى} وقوله: {وَلَا يَكَادُ يبُينُ}[الزخرف: ٥٢] يعني لا يأتي ببيان وحجة، وقيل: إنما قالوا ذلك تمويهاً ليصرفوا الوجوه عنه.
  ورابعها: «وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي» أي: ظهيرًا ومعيناً.
  وخامسها: بيّن من هو فقال: «هَارُونَ» سأل أن يجعله وزيرًا وكان أخوه لأبيه وأمه وكان بمصر، وشرك اللَّه تعالى بينهما في النبوة.
  ويُقال: إذا كان يجب على اللَّه تعالى أن يعطي أنبياءه ما يكون أقرب للقبول
  ويكون لطفاً فما معنى السؤال؟
  قلنا: يحتمل أنه كان بعيداً، ويحتمل أن يكون لطفاً عند السؤال ولولا السؤال لم يكن كذلك، ويحتمل أن يكون تعظيماً لأمر موسى بإعطائه عند سؤاله، ولا شك أنه كان سأل ذلك بإذن.
  {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا}، قيل: ننزهك عما لا يليق بك «وَنَذْكُرَكَ» بأن نحمدك ونثني عليك بما أوليتنا من نعمتك، وقيل: نسبحك: نصلي لك ونذكرك فيها كثيرًا «إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا» أي: عالماً بأحوالنا، وقيل: كنت بنا بصيرًا بأن الاستعانة بهذه الأشياء لأجل طاعتك، وقيل: بصيرًا بحاجتي في النبوة إلى هذه الأشياء، وقيل: بضعفنا عند الانفراد.