قوله تعالى: {قال رب اشرح لي صدري 25 ويسر لي أمري 26 واحلل عقدة من لساني 27 يفقهوا قولي 28 واجعل لي وزيرا من أهلي 29 هارون أخي 30 اشدد به أزري 31 وأشركه في أمري 32 كي نسبحك كثيرا 33 ونذكرك كثيرا 34 إنك كنت بنا بصيرا 35}
  · الإعراب: في نصب «هَارُونَ» أقوال:
  قيل: إنه مفعول (اجعل) الأول، و (وزيرا) المفعول الثاني على جهة الخبر.
  الثاني أن يكون {هَارُونَ} تابعاً لقوله: «وزيرًا» بدلاً أو للبيان.
  · المعنى: ثم بيّن تعالى ما سأل موسى فيما يزيده على الأداء، فقال سبحانه: «رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي» قيل: سأله خمسة أشياء يستعين بها على الدعاء إلى اللَّه:
  أولها: شرح الصدر يعني وسع لي صدري حتى لا أضجر ولا أخاف ولا أغتم.
  وثانيها: «وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي» أي: سهل عليّ أداء ما كلفتني من أداء الرسالة والدخول على الطاغي ودعائه إلى الحق.
  وثالثها: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي} لأن الأداء يتعلق باللسان، وكان في لسانه عقدة. وفيه سببان: أحدهما: الخلل في الأداء، والثاني: التنفير عنه، فسأل رفع ذلك عن لسانه.
  ومتى قيل: ما كان سبب تلك العقدة في لسانه؟
  قلنا: كانت خِلْقَةً في لسانه فرفعها معجزة له، وقيل: جمرة طرحها في فيه؛ لأنه أخذ لحية فرعون ونتفها، فَهَمَّ بقتله، فقالت آسية: إنه صبي لا يعقل، وعلامته أنه يقرب منه الجمرة والتمرة فيأخذ الجمرة، فقربا، فأخذ الجمرة فجعلها في فيه، عن سعيد بن جبير، ومجاهد، والسدي. وقيل: إن جبريل حول يده من التمرة إلى الجمرة «يَفْقَهُوا» يعلموا «قوْلي» دعائي إياهم إليك وأدائي الرسالة، وقيل: إنه حل أكثر