التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال رب اشرح لي صدري 25 ويسر لي أمري 26 واحلل عقدة من لساني 27 يفقهوا قولي 28 واجعل لي وزيرا من أهلي 29 هارون أخي 30 اشدد به أزري 31 وأشركه في أمري 32 كي نسبحك كثيرا 33 ونذكرك كثيرا 34 إنك كنت بنا بصيرا 35}

صفحة 4655 - الجزء 6

  · الأحكام: تدل الآية أن كل مأمور بشيء يحسن أن يسأل ما يستعين به على أدائه.

  وتدل علي أن لكل واحد مما سأل تأثيرًا في أداء الرسالة؛ لأنه يتم وينادي بقوة جنان وبيان لسان وموافقة أعوان.

  وتدل على أن أفعال العباد فعلُهم وأن الاستطاعة قبل الفعل، والعبد مخير؛ لأنه ÷ طلب من اللَّه تعالى إزاحة العلة بالألطاف، ولو كان الأمر كما تزعمه الْمُجْبِرَة لكان الواجب أن يقول: اخلق فيَّ الأداء، وأعطني قدرة الأداء، واخلق في فرعون قدرة القبول، واخلق فيه القبول، وإزالة الختم عن قلبه، ولا تخلق فيه الكفر، ولا القدرة الموجبة للكفر، وأَقْدِرْهُ على الإيمان؛ لأن هذه الأشياء تؤثر لا ما سأل عندهم.

  وتدل على أن صحبة المؤمن لطف في العبادة لذلك طلب موسى صحبة أخيه.

  وتدل على أن الواجب الانقطاع إلى اللَّه تعالى والاستعانة به في جميع الأمور.