التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال قد أوتيت سؤلك ياموسى 36 ولقد مننا عليك مرة أخرى 37 إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى 38 أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني 39 إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر ياموسى 40}

صفحة 4662 - الجزء 7

  والمن: النعمة، وأصله من القطع، ومنه: {أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} أي: غير مقطوع، والمَنُّ: النعمة كأنه قطعه من غيره فجعله له. واليم: البحر.

  · الإعراب: «فَلْيُلْقِهِ» خبر وإن كان بصيغة الأمر.

  «سِنِينَ» نصب على الظرف، وقيل: تقديره: في سنين، فلما حذف [الجار] نصب.

  · المعنى: ثم بين تعالى أنه أجاب موسى إلى ما سأل وأنعم عليه مع سائر نعمته عليه من قبل، فقال سبحانه: «قَال قَدْ أُوتِيتَ» أعطيت «سُؤْلَكَ» مرادك وطلبك «يَا مُوسَى وَلَقَدْ مَنَنَّا» أنعمنا «عَلَيكَ» نعماً متوالية تلك النعمة، فقال سبحانه: «إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى» قيل: برؤيا في المنام، عن أبي علي. وقيل: وحي إلهام، عن الحسن. وذلك بأن أخطر ببالها، وقيل: علي لسان بعض الأنبياء، وقيل: على لسان بعض علماء بني إسرائيل.

  ثم فسر ذلك الوحي فقال: «أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ» قيل: سمع