قوله تعالى: {قال قد أوتيت سؤلك ياموسى 36 ولقد مننا عليك مرة أخرى 37 إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى 38 أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني 39 إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر ياموسى 40}
  والضحاك. ومعناه: عاملناك معاملة المختبر حتى حصل الاصطفاء للرسالة، وقيل: أخلصناك إخلاصاً، عن مجاهد. وقيل: خلصناك من المحن تخليصاً، وذلك أنه وقع في محنة بعد محنة خلصه اللَّه منها، أولها: أن أمه حملت به في السنة التي كان فرعون يذبح الأبناء فيها، ثم إلقاؤه في البحر، ثم منعه الإرضاع إلا من ثدي أمه، ثم ما أخبر به والهَمُّ بقتله، ثم ما لقي في طريق مدين، عن ابن عباس. وقيل: شددنا عليك التعبد في أمر المعاش حتى رعيت لشعيب عشر سنين، عن الحسن، وأبي علي. «فَلَبِثْتَ» أي: مكثت قيل: عشر سنين، وقيل: ثمان وعشرون سنة، عشرًا لمهر امرأته صفراء بنت شعيب، وثمان عشرة أقام عنده حتى ولدت، عن مقاتل. «فِي أَهْلِ مَدْيَنَ» مدينة شعيب على ثمان مراحل من مصر «ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى» قيل: على موعد، عن مقاتل. وكان الوعد لمجيئه ونبوته تقدم على لسان شعيب أو بعض الأنبياء، وقيل: جئت للقدر الذي قدرت أنك تجيء، عن محمد بن كعب، وأبي مسلم. أي: حيث الوقت الذي قدره اللَّه تعالى لكلامك ونبوتك والوحي إليك، وقيل: على رأس أربعين سنة، وهو العمر الذي يوحى فيه إلى الأنبياء، عن الأصم.