قوله تعالى: {واصطنعتك لنفسي 41 اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري 42 اذهبا إلى فرعون إنه طغى 43 فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى 44 قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى 45}
  يخاف الوعيد والعقاب، وقيل: لعله يتذكر غيره «قَالاَ رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَينَا» أن يسرف ويجاوز الحدّ، عن الضحاك. وقيل: بالقتل والعقوبة، عن ابن عباس.
  وقيل: يغلبنا، وقيل: يعجل علينا بالعقوبة، عن أبي مسلم. «أَوْ أَنْ يَطْغَى» قيل: يتكبر ويعصي.
  ومتى قيل: كيف خافا مع علمهما أن اللَّه تعالى يحفظهما؟
  فجوابنا: قيل: سألا ذلك زيادة في تقوية قلوبهما وقيل: خافا أن ينالهما بمكروه، وقيل: أَمِنَا بقوله {لَا تَخَافَا}.
  ومتى قيل: أليس يجب تبقيتهما إلى أن يؤديا؟
  قلنا: نعم، ولكن يجوز أنهما خافا الأذى والمكروه لا القتل، ويجوز أنهما خافا القتل بعد الأذى.
  · الأحكام: تدل الآية على أنه تعالى اصطنع موسى حيث رباه وهداه وعَلَّمَهُ.
  وتدل على أنه أرسله إلى فرعون، ولا شبهة أنه رسول إلى قومه إلا أنه حذف لدلالة الكلام عليه.
  ويدل قوله: «قَوْلًا لَيِّنًا» على وجوب الرفق في الدعاء إلى اللَّه تعالى، والأمر بالمعروف، ليكون أقرب إلى القبول وعن زيادة شيء أبعد؛ لأن خلافه ربما يؤدي إلى